دعوني أنح وجدا كنوح الحمائم ... ينظر في: تفسير القرطبي (٣/ ٩٤)، تفسير أبي السعود (١/ ٢٢٣)، الدر المصون للسمين الحلبي (١/ ٥٤٨) بنحوه، الكشاف لزمخشري (١/ ٢٦٧). (٢) ينظر: الأم للشافعي (٧/ ١١٠). (٣) اختلف السلف والخلف والأئمة في المراد بالأقراء ما هو على قولين: أحدهما: أن المراد بها الأطهار، وروي ذلك عن ابن عباس وزيد بن ثابت وسالم والقاسم وعروة وسليمان بن يسار وأبي بكر بن عبد الرحمن وأبان بن عثمان وعطاء بن أبي رباح وقتادة والزهري وبقية الفقهاء السبعة، وهو مذهب مالك والشافعي وغير واحد وداود وأبي ثور وهو رواية عن أحمد واستدلوا عليه بقوله تعالى: فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ [الطلاق: ١] أي: في الأطهار ولما كان الطهر الذي يطلق فيه محتسبا دل على أنه أحد الأقراء الثلاثة المأمور بها. والقول الثاني: أن المراد بالأقراء الحيض فلا تنقضي العدة حتى تطهر من الحيضة الثالثة زاد آخرون: وتغتسل منها، وهذا مذهب أبي حنيفة وأصحابه وأصح الروايتين عن الإمام أحمد بن حنبل وحكي عنه الأثرم أنه قال: قال الأكابر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم: الأقراء: الحيض وهو مذهب الثوري والأوزاعي وابن أبي ليلى وابن شبرمة والحسن بن صالح وأبي عبيد وإسحاق بن راهويه. واستدلوا بما روي عن فاطمة بنت أبي حبيش أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لها: «دعي الصلاة أيام أقرائك» فهذا لو صح لكان صريحا في أن القرء هو الحيض ولكن في سند الحديث المنذر بن المغيرة؛ قال فيه أبو حاتم: مجهول ليس بمشهور وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن جرير: أصل القرء في كلام العرب: الوقت لمجيء الشيء المعتاد مجيئه في وقت معلوم ولإدبار الشيء المعتاد -