للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إنها لم تنزح من ذلك الوقت إلى اليوم. وقيل: فتح الروم. وقيل: فتح الله له بالإسلام والنبوة والدعوة والسيف، ولا فتح أبين منه. وقيل: قضينا لك قضاء بينا، على أن تدخل مكة أنت وأصحابك من قابل؛ لتطوفوا بالبيت، من الفتاحة، وهي الحكومة.

{لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢) وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً (٣) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (٤) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً (٥) وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (٦) وَلِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (٧) إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩)}

{ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ} يريد: جميع ما فرط. وقيل: ما تقدم في الجاهلية وما بعدها.

وقيل: ما تقدم من حديث مارية. {وَما تَأَخَّرَ} من امرأة زيد (١).

{نَصْراً عَزِيزاً} فيه عز. وقيل: وصفه بصفة المنصور، أو عزيزا صاحبه.

{السَّكِينَةَ} السكون، أي: ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الشرائع. {لِيَزْدادُوا إِيماناً} بالشرائع مقرونا بإيمانهم وهو التوحيد. وعن ابن عباس: أول ما أوجب الله التوحيد، ثم بعد ذلك أنزل الصلاة والزكاة والحج ثم الجهاد؛ فازدادوا (٢٦٥ /ب) إيمانا إلى إيمانهم (٢).

أو أنزل فيها الوقار والعظمة لله. وقيل: أنزل فيها الرحمة ليتراحموا فيزداد إيمانهم. {وَلِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} يسلط بعضها على بعض، وكان من قضايا حكمته إنزال السكينة في قلوب المؤمنين بصلح الحديبية ووعدهم أن يفتح عليهم بلادا كثيرة، وإنما قضى ذلك ليعرف المؤمنون نعمة الله، ويعذب الكافرين والمنافقين بما غاظهم من ذلك وكرهوا.

يقال في الأفعال الصالحة: فعل صدق. وفي الأفعال الفاسدة: فعل سوء.


(١) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٣٣٣). قلت: لمجرد وقوعها في قلبه صلى الله عليه وسلم لا أكثر. والله تعالى أعلم.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٢٦/ ٧٢)، وزاد نسبته السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٥١٤) لابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس - رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>