للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَتَوَلّى بِرُكْنِهِ} أدبر وأعرض؛ كقوله: {وَنَأى بِجانِبِهِ} (١). وقيل: تولى بما كان يتوقى به من جنوده وعدده. {مُلِيمٌ} قد أتى بما يلام عليه، والجملة مع الواو حال من الضمير في {فَأَخَذْناهُ} فإن قلت: سمي هاهنا فرعون مليما وفي موضع آخر سمي يونس بذلك، فقال:

{فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} (٢) قلت: مراتب المعاصي متفاوتة، ويصدق على الكل اسم واحد.

{الرِّيحَ الْعَقِيمَ} لا يلقح شجرا ولا ينزل مطرا، وهي ريح الهلاك وهي الدبور. وقيل:

النكباء. وقيل: الجنوب.

{ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتّى حِينٍ (٤٣) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤) فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (٤٥) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٤٦) وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١) كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥)}

و {كَالرَّمِيمِ} البالي من عظم أو نبات وغير ذلك. {حَتّى حِينٍ} يفسره قوله: {تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيّامٍ} (٣).

{فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} استكبروا عن امتثاله، و {الصّاعِقَةُ} النازلة. {وَهُمْ يَنْظُرُونَ} كانت نهارا يعاينونها، وروي أن العمالقة كانوا معهم في الوادي فأهلكت ثمود ولم تضر العمالقة.

{فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ} لم يقدروا على النهوض. وقيل: هو من قولك: ما يقوم فلان بهذا الأمر؛ أي: ما يستطيع دفعه {مُنْتَصِرِينَ} ممتنعين من العذاب.

{بَنَيْناها بِأَيْدٍ} بقوة، والأيد: القوى. {وَإِنّا لَمُوسِعُونَ} لقادرون؛ يقال: ما هذا في وسع فلان؛ أي: في قدرته. وقيل: {لَمُوسِعُونَ} الرزق بالمطر. وقيل: جعلنا بين السماء والأرض سعة. {فَنِعْمَ الْماهِدُونَ} نحن. {خَلَقْنا زَوْجَيْنِ} أي: صنفين، وذكر للحسن ذلك فقال: السماء


(١) سورة الإسراء، الآية (٨٣).
(٢) سورة الصافات، الآية (١٤٢).
(٣) سورة هود، الآية (٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>