للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)}

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} أي: بموسى وعيسى {اِتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا} بمحمد صلى الله عليه وسلم.

{يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ} أي: نصيبين؛ لإيمانكم به وبمن قبله {مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ} يوم القيامة بخلاف المنافقين الذين حرموا النور.

{لِئَلاّ يَعْلَمَ} "لا": زائدة؛ أي: لأن يعلم {أَلاّ يَقْدِرُونَ} "أن" مخففة من الثقيلة أصله: أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله. {وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ} الآية، وإن كان قوله:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ} خطابا لغيرهم فمعناه: اتقوا الله واثبتوا على إيمانكم برسوله صلى الله عليه وسلم {يُؤْتِكُمْ} ما وعد المؤمنين وهما الكفلان من رحمته.

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جعفرا في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم جعفر عليه فدعا النجاشي فأجابه فقال جماعة من عظماء أهل اليمن للنجاشي: ائذن لنا أن نتوجه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ونواسيه بأموالنا فأذن لهم، وقدم جعفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أربعون رجلا فواسوا المؤمنين بأموالهم ووسعوا عليهم، فنزلت الآية (١) والله أعلم (٢٩٢ /ب).

***


(١) رواه الطبري في تفسيره (٢٧/ ٢٤٢)، وذكره الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار التي في الكشاف (٣/ ٤١٩)، وقال: وهذا مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>