للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومضمر (١٨ /ب) والسابع عشر خفي، فزعم بعضهم أنها أحد وعشرون اسما، وهو غلط (١). وفضلت آية الكرسي على غيرها؛ لأنها مقصورة على أوصاف الإله سبحانه.

{لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٥٦) اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥٧)}

وفي الحديث الصحيح: «إذا ذهبت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسيّ؛ فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح» (٢). وسأل النبي صلّى الله عليه وسلم أبي بن كعب عن أعظم آية في القرآن فقال: آية الكرسي، فضرب بيده إلى صدره، وقال: «ليهنك العلم يا أبا المنذر» (٣).

{لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ} قيل: نسخت بآية السيف (٤). وقيل: لا يتصور الإكراه على العقائد، فإنها باطنة لا يطلع عليها. والطاغوت: كل معبود سوى الله - تعالى - وجاء تذكيره وتأنيثه وجمعه وإفراده. فتأنيثه: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها} [الزمر: ١٧]


(١) قال العز بن عبد السلام في كتاب الفوائد: فائدة: قيل: سبب شرف آية الكرسي وكونها سيدة آي القرآن أنها تضمنت واحدا وعشرين اسما لله. وهي: الله وهو والحي والقيوم والضميران فيهما لأنهما صفتان يتحملان الضمير، والهاء في لا تأخذه سنة: والهاء في «له» والهاء في «عنده» والهاء في «بإذنه» والضمير في «يعلم» والهاء في «علمه» والضمير والهاء في «كرسيه» والهاء في «يؤوده» والهاء في «حفظهما»؛ لأن الناس اختلفوا في أن المصدر كالفعل أم لا؟ فهذا على أحد القولين وليس المشهور. و «هو» و «العلي العظيم» وضميراهما.
ينظر: الفوائد للعز بن عبد السلام (ص: ٢٣٠).
(٢) رواه البخاري رقم (٣٠٣٣)، والترمذي رقم (٢٨٠٥) وفيه قصة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلّى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فذكر الحديث فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان».
(٣) رواه مسلم رقم (٨١٠)، وأبو داود رقم (١٤٦٠).
(٤) هي الآية (٢٩) من سورة التوبة، قوله تعالى: قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ (٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>