للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: أحياه الله (١٩ /أ) في آخر النهار، وكان قد قبض روحه في أول النهار، فلما قال: {لَبِثْتُ يَوْماً} التفت فرأى الشمس لم تغرب فقال: {أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}.

قيل: قاله وعنده تردد هل هو يوم أو بعض يوم، كما قال أهل الكهف: {لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} [الكهف: ١٩] وأصل السنة: سنوة، أو نسهة، فيه قولان. فإذا قلت: عاملته مساناة، جاء فيه مسانهة، ومساناة جاء على الوجهين. {وَلِنَجْعَلَكَ} معطوف على علة محذوفة، أي: جعلنا ذلك لهدايتك ولنجعلك. وقيل: التقدير: وفعلنا ذلك لنجعلك.

وقيل: ولنجعلك فعلنا ذلك. وأمثلة هذه الآية في القرآن كثيرة. من قرأ «اعلم» على الأمر (١) فقد خاطب المار بذلك رفيقا معه، جادله في القدرة على إحياء الموتى.

{وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠) مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (٢٦٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٢٦٤) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢٦٥)}

{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ}


= وهب بن منبه أنه قال: هو اسم الخضر عليه السّلام، وذكر أقوالا أخرى، ثم قال: وأما القرية فالمشهور أنها بيت المقدس مر عليها بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها ... ولما تبين له هذا كله قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير أي: أنا عالم بهذا وقد رأيته عيانا فأنا أعلم أهل زماني بذلك».
(١) قرأ بذلك على الأمر حمزة والكسائي، وقرأ الباقون «أعلم» على المضارع. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٢/ ٢٩٦)، الحجة لابن خالويه (ص: ١٠٠)، الدر المصون للسمين الحلبي (١/ ٦٢٩)، السبعة لابن مجاهد (ص: ١٨٩)، الكشاف للزمخشري (١/ ٣١٢)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>