للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (٤٠)}

{الْمَرْءُ} هو الكافر؛ لقوله: {إِنّا أَنْذَرْناكُمْ} و {الْكافِرُ} ظاهر وضع موضع المضمر؛ لزيادة الذم يعني: ما قدمت يداه من الشر. و {ما قَدَّمَتْ} يجوز أن تكون "ما" مصدرية ويجوز أن تكون موصولة، والراجع من الصلة محذوف. وقيل: المرء عام وخصص منه الكافر. {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً} في الدنيا، فلم أخلق ولم أكلف، أو ليتني ترابا فلم أحشر في هذا اليوم. وقيل: يحشر الله الحيوان غير المكلف حتى يقتص للجماء من القرناء ثم يرده ترابا فيود الكافر أن حاله كذلك (١).

وقيل: الكافر: إبليس يرى آدم وولده وثوابهم، فيتمنى أن يكون الشيء الذي احتقره حين قال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (٢).

***


(١) روى الطبري في تفسيره (٣٠/ ٢٦)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (٤/ ٦١٩) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وحشر الله الخلائق الإنس والجن والدواب والوحوش، فإذا كان ذلك اليوم جعل الله القصاص بين الدواب، حتى تقص الشاة الجماء من القرناء بنطحتها، فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب، قال لها: كوني ترابا. فتكون ترابا، فيراها الكافر فيقول: يا ليتني كنت ترابا ". وقال الحاكم: رواته عن آخرهم ثقات غير أن أبا المغيرة مجهول، وتفسير الصحابي مسند، وروى الطبراني في المعجم الأوسط رقم (٩٤٢٨) عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنه ليبلغ من عدل الله يوم القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن ". ونسبه له الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٥٣) وقال: وفيه من لم أعرفهم وعطاء بن السائب اختلط.
(٢) سورة الأعراف، الآية (١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>