للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْمَأْوى (٤١) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦)}

{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ} بدل من {فَإِذا جاءَتِ} يعني: إذا رأى أعماله مدونة في كتابه ساءه ذلك، وتذكر ما كان قد نسيه من أعماله {أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ} (١).

و" ما "في {ما سَعى} موصولة أو مصدرية. {وَبُرِّزَتِ} وأظهرت {لِمَنْ يَرى} للرائين جميعا فإذا جاءت الطامة كان كيت وكيت.

{فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى} أي: مأواه. {وَنَهَى النَّفْسَ} الأمارة بالسوء عن اتباع الهوى {أَيّانَ مُرْساها} متى إرساؤها. {فِيمَ أَنْتَ} في أي شيء أنت من أمر الساعة وإخبارهم بوقتها.

وقيل: الوقف على قوله: {فِيمَ} ثم يبتدئ {أَنْتَ مِنْ ذِكْراها} (٢) أي: من أشراطها. وكان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة (٣).

{إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ} بوقت مجيئها {مَنْ يَخْشاها}. {لَمْ يَلْبَثُوا} في القبور أو في الدنيا {إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها} فإن قلت: كيف صحت إضافة الضحى إلى العشية؟ قلت: لما بينهما من الملابسة؛ لاجتماعهما في يوم واحد. فإن قلت: فهلا قيل:" عشية أو ضحى "وما فائدة الإضافة؟ قلت: الدلالة على أن مدة لبثهم كأنها لم تبلغ يوما كاملا، ولكن ساعة من عشيته أو ضحاه، فلما ترك اليوم أضافه إلى عشية، فهو كقوله: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ} (٤).

***


(١) سورة المجادلة، الآية (٦).
(٢) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٦٩٩).
(٣) روى البخاري رقم (٦٠٢٣)، ومسلم رقم (٥٢٤٥)، والترمذي رقم (٢١٤٠) عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" بعثت أنا والساعة كهاتين ".
(٤) سورة الأحقاف، الآية (٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>