والمتشابه: الذي يحتمل معنيين فصاعدا، فإن تساويا، فهو مجمل، وإن ترجح أحدهما فالمرجوح مؤول، فالمجمل والمؤول يشتركان في عدم الرجحان، إلا أن المجمل ليس بمرجوح، والمؤول مرجوح. والقدر المشترك بينهما هو المتشابه.
واعلم أن لفظ المتشابه متشابه، فيطلق المتشابه على الملتبس، وهو اللائق بهذه الآية ويطلق فيراد به الذي يشبه بعضه بعضا {تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ}(١) فلذلك جاء هاهنا انقسام الآيات إلى محكم ومتشابه، وجاء في آيتين جعل الكتاب كله متشابها، وجعله كله محكما، {الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ}[هود: ١]{اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً}[الزمر: ٢٣].
{هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ} يعني: الآيات المحكمات يرجع إليها في كل المتشابه.
{فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} الزيغ واللحد والحنف في اللغة هو الميل، لكن جاءت الشريعة باستعمال الزيغ واللحد في الشر، واستعمال الحنف في الخير.
{شَيْئاً} يجوز أن يكون مفعولا (٢١ /ب) به، ويجوز أن يكون مصدرا.
{كَدَأْبِ} كعادة وكثر استعمال الأخذ في القرآن في العقوبة.