للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١٣) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢)}

{النّارِ} بدل اشتمال من الأخدود. {ذاتِ الْوَقُودِ} وصف لها بالعظم لها ما يرتفع به لهبها من الحطب الكثير وهو الوقود وأبدان الناس. {إِذْ} ظرف ل‍ "قتل"؛ أي: لعنوا حين أحدقوا بالنار قاعدين حولها. {عَلَيْها} أي: متولين أمرها؛ كقولك: هو على البصرة؛ أي متوليها يؤدون بالشهادة يوم القيامة بما فعله الكفار.

{وَما نَقَمُوا} وما عابوا إلا إيمانهم بالله كقول الشاعر [من الطويل]:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب (١)

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} البطش: الأخذ بالعنف، فإذا وصف بالشدة، فقد تضاعف وتفاقم.

{يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} يعني: يبطش بهم في الدنيا وفي الآخرة. {فَعّالٌ} الفاعل بأهل طاعته ما يفعله المحب في غاية الكثرة.

{فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ} بدل من {الْجُنُودِ،} وأراد ب‍ {فِرْعَوْنَ} إياه وآله؛ كما في قوله:

{وَمَلائِهِمْ} (٢) والمعنى: قد عرفت تكذيب الجنود الرسل، وما نزل بهم.

{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} من قومك. {فِي تَكْذِيبٍ} واستيجاب للعذاب. {وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ} عالم بأحوالهم، مقتدر على الانتقام منهم. بل {هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} شريف عظيم. {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} بالجر نعتا للّوح، وبالرفع: نعت للقرآن (٣).


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة النمل.
(٢) سورة يونس، الآية (٨٣).
(٣) قرأ نافع "محفوظ"، وقرأ بقية العشرة "محفوظ" تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٤٥٣)، الحجة لابن خالويه (ص: ٣٦٨)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٧٥٧)، الدر المصون للسمين (٦/ ٥٠٥)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٧٨)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٧٣٣)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>