للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لِسَعْيِها راضِيَةٌ} رضيت بعملها لما رأت ما أداها إليه من الكرامة والثواب. {عالِيَةٍ} من علو المكان أو المقدار. {لا تَسْمَعُ} يا مخاطب، أو الوجوه. {لاغِيَةً} لغوا مصدر على فاعلة كالعاقبة. {فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ} يريد: عيونا في غاية الكثرة؛ كقوله: {عَلِمَتْ نَفْسٌ} (١) {مَرْفُوعَةٌ} من رفعة المقدار أو المكان أو السمك ليرى المؤمن عند جلوسه عليها جميع ما خوّله الله من النعم. وقيل: مرفوعة مخبوءة لهم من رفع الشيء: إذا خبأه {مَوْضُوعَةٌ:} كلما أرادوها وجدوها عتيدة حاضرة لا يحتاجون إلى أن يستدعوها، أو موضوعة على حافات العيون معدة للشرب. ويريد: أنها موضوعة عن حد الكبر إلى حد التوسط. ومساند ومطارح أينما أراد أن يجلس جلس على مسورة (٢)، واستند إلى أخرى.

{وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦) أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلاّ مَنْ تَوَلّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (٢٤) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (٢٦)}

{وَزَرابِيُّ} بسط عراض فاخرة. وقيل: هي الطنافس (٣) التي لها خمل رقيق جمع زربية.

{مَبْثُوثَةٌ} مبسوطة، أو مفرقة في المجالس. {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ} نظر اعتبار. {كَيْفَ خُلِقَتْ} على أكمل الأحوال التي ينتفع بها فيها، حيث تنهض بالحمل الثقيل من البروك إلى القيام. {وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} وما فيها من البروج والمنازل ودورانها في الفلك. {وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} وأرسيت الأرض بها {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} فصارت مهادا للخلق. {إِلاّ مَنْ تَوَلّى} استثناء منقطع.

وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار، ولا حسابهم إلا عليه.

***


(١) سورة التكوير، الآية (١٤).
(٢) المسورة: متكأ من أدم وجمعها المساور. ينظر: لسان العرب (سور).
(٣) الطنفسة والطنفسة بضم الفاء الأخيرة: النمرقة فوق الرحل، وجمعها طنافس. وقيل: هي البساط الذي له خمل رقيق. ينظر: لسان العرب (طنفس).

<<  <  ج: ص:  >  >>