للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{عَلِمَتْ نَفْسٌ} (١) ومعنى إلهام الفجور والتقوى: إفهامهما واعتقادهما.

{وَقَدْ خابَ مَنْ دَسّاها (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها (١٥)}

وأصل {دَسّاها} دسسها، كما قيل في تقصص: تقصّى. وجواب القسم محذوف أي:

ليدمدمنّ الله عليهم، ودل عليه قوله: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ}. الباء في {بِطَغْواها} للاستعانة، نحو: كتب بالقلم. وقيل: كذبوا تعذيبهم بالطاغية فعذبوا بها {فَأَمّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطّاغِيَةِ} (٢).

قوله: {إِذِ انْبَعَثَ} منصوب بالتكذيب، أو بالطغوى [و {أَشْقاها} قدار بن سالف، ويجوز أن يكونوا جماعة، والتوحيد لتسويتك] (٣) بين الواحد والجمع والمؤنث والمذكر؛ لأن من تولى العقر بنفسه كانت شقاوته أتم.

و {ناقَةَ اللهِ} منصوب على التحذير؛ كقولك: الأسد الأسد. بإضمار: احذروا.

{فَكَذَّبُوهُ} بما حذرهم منه من العذاب {بِذَنْبِهِمْ} بمعصيتهم (٣٤٢ /أ) {فَسَوّاها} يعني الدمدمة لم يفلت منها صغير ولا كبير.

{وَلا يَخافُ عُقْباها} أي: عاقبتها وتبعتها، كما يخاف ذلك المعاقب من الملوك، فيبقى بعض الإبقاء، ويجوز أن يكون الضمير لثمود، أي: فسواها بالأرض.

***


(١) سورة التكوير، الآية (١٤).
(٢) سورة الحاقة، الآية (٥).
(٣) ما بين المعقوفين ساقط في الأصل والسياق يتطلبه وهو من الكشاف للزمخشري (٤/ ٧٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>