للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (١٨٤) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ (١٨٥) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦) وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (١٨٧) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٨٨) وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ (١٩١)}

وقال: {لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} وهو كقولك: أغلقت الأبواب، وغلقت الأبواب، كان القربان في عهد موسى يجعل في مكان منفرد، فتنزل نار من السماء تأكله إذا كان حلالا.

{وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ} شيء يستمتع به مدة ثم يزول فيغيّر صاحبه به.

{مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} أي: من الأمور التي تحتاج إلى عزم قوي، ومجاهدة للنفس. وجواب الشرط محذوف؛ لأن كونه من عزم الأمور ليس معلقا على شرط.

{مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ} نسبه إليهم؛ لأنه مأخوذ عليهم؛ كقوله: {فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ} كسوه بالذهب، وغشوه بالحرير، وطيبوه بالمسك، ولم يعملوا به فنبذوه وراء ظهورهم، ولو عملوا به لم يكونوا نابذين له وراء ظهورهم.

وقيل لابن عباس: لئن كان كل من فرح بما أوتي معذبا فقد هلكنا! فقال: هذه الآية نزلت في اليهود؛ لأن قبلها: {فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ}، وبعدها {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا} وذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلم سأل اليهود عن شيء فأخبروه بخلاف الحق، وأروه أنهم قد نصحوه واستحمدوا له فيما نقلوا، فنزلت هذه الآية

<<  <  ج: ص:  >  >>