للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع ذلك فقد أبدع النحاة في تلك الفترة في جمع آراء وأقوال العلماء المتقدمين، من خلال كتبهم، وعرضها مع المناقشة والترجيح والاختيار، على أساس الدليل القوي والحجة على ما يختارونه - وامتاز نحاة هذه الفترة بالمنهجية في التأليف والإبداع في التنظيم والتبويب والشرح والتحليل.

- وقد دارت معظم المصنفات والمؤلفات في تلك الفترة في فلك شروح مصنفات المتقدمين، ومن أبرزها: (كتاب سيبويه)، ومصنفات أبي علي الفارسي، وغيرهما.

- وكان الاتجاه الغالب في تلك الفترة على النحاة عدم التقيد بمذهب نحوي معين، بل قام مذهبهم على الاختيار والانتقاء من كل مدرسة ما يرونه صوابا، مستندا على الأدلة والشواهد التي تؤيد هذا الرأي أو ذاك. وهو ما كان يمثّل اتجاه المدرسة البغدادية (١)، مع وجود طائفة أخرى من النحاة كانوا يتقيدون بمذهب معين من المذاهب النحوية المعروفة.

وكان علم الدين السخاوي - الذي عاش في تلك الفترة - يذهب مذهب غالب نحاة عصره، وهو اتجاه المدرسة البغدادية، مع ميله بصورة أكثر إلى المدرسة البصرية.

- وكان اتجاه البغداديين يقوم على الأخذ من المدرستين الأصليتين مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة - هو المذهب الغالب على نحاة تلك الفترة، من أمثال: الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ‍)، وابن الشجري (ت ٥٤٢)، وأبو البركات بن الأنباري (ت ٥٧٧ هـ‍)، وأبو البقاء العكبري (ت ٦١٦ هـ‍)، وابن يعيش شارح المفصل (ت ٦٤٣ هـ‍)، وغيرهم (٢).

- والحق أن السخاوي - رحمه الله - لم يصرح بمذهبه النحوي في مصنفاته وكذلك لم يصرح بميله وانتمائه إلى مدرسة نحوية معينة، ولكن ما دعانا إلى الحكم ببغداديته في النحو ما استنبطناه من خلال مصنفاته وتفسيره، ويمكن إجمال الأدلة والشواهد على ما ذهبنا إليه في النقاط التالية:

١ - مصادره.

٢ - موقفه من المدارس النحوية ومسائل الخلاف.

٣ - اختياراته ومخالفاته.

٤ - مصطلحاته (٣).


(١) ينظر: المدارس النحوية للدكتور شوقي ضيف (ص: ٢٤٥).
(٢) ينظر: المدارس النحوية (ص: ٢٧٧).
(٣) ينظر: تفصيل ذلك في: السخاوي وجهوده النحوية من خلال تفسيره للقرآن العظيم (ص: ٣٤١ وما بعدها) للدكتور أشرف محمد عبد الله. رسالة ماجستير - بدار العلوم - المنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>