للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ} (١) فحمل الشافعي المطلق في هذه الآية على المقيد في تلك (٢).

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٦) وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ لِلّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٨) وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١٠)}

{إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} أي: إذا أردتم؛ كقوله: {فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ} (٣) وكقوله: إذا لقيت الأسد فاستعد، أي: إذا أردت القراءة، ولقاء الأسد. من قرأ «وأرجلكم» بالخفض، وعطفه على الرؤوس. ومن قرأها بالنصب (٤) عطفه على «وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ» وتكون الأرجل مغسولة على هذا، وعلى الأول ممسوحة أي: إذا كان لابس خف.

{وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى} أو مسافرين مجنبين، أو محدثين حدثا أصغر بمجيء أحدكم من الغائط أو بملامسة النساء، فاقصدوا صعيدا طاهرا، واللام في «لِيَجْعَلَ»


(١) سورة البقرة، الآية (٢١٧).
(٢) ينظر: الأم للشافعي (٤/ ١٨٧) وتقدم قول أبي حنيفة في تفسير سورة البقرة، الآية (٢١٧).
(٣) سورة النحل، الآية (٩٨).
(٤) قرأ نافع وابن عامر وحفص والكسائي ويعقوب «وَأَرْجُلَكُمْ»، وقرأ الباقون «وأرجلِكم».
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٣/ ٤٣٧)، حجة ابن خالويه (ص: ١٢٩)، حجة أبي زرعة (ص: ٢٢٣)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٤٢)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>