للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما سميت الصلاة قرآنا في قوله: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} (١) وتسبيحا: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (٢) وقد سماها ركوعا في قوله: {وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ} (٣)، أي: ومن يتول الله ورسوله فقد تولى حزب الله، ومن يتول حزب الله يغلب {فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ} {وَالْكُفّارَ} بالخفض؛ عطفا على {الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ} وبالنصب (٤)، على {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ} وكان بعض النصارى إذا سمع الأذان قال: حرق الكاذب فأضرمت داره عليه نارا واحترق، ونزلت {وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} الآية (٥).

{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ} فإن علمكم بفسق أنفسكم، وبأنا قائمون بدين الحق، هذا الذي كرهتموه منا، وعبتموه علينا، وهو مما لا يكره مثله ولا يعاب؛ كقوله: {وَما نَقَمُوا إِلاّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ} (٦) {وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (٧) {تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآياتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا} (٨) ومن هذا الباب قول الشاعر [من الطويل]:

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب (٩)

فإن فلول السيف وإن كان عيبا في السيف تنقص به قيمته فليس عيبا فيهم، بل ذلك


= مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(١) سورة الإسراء، الآية (٧٨).
(٢) سورة الطور، الآية (٤٨).
(٣) سورة آل عمران، الآية (٤٣).
(٤) قرأ بالخفض «والكفار» أبو عمرو الكسائي، وقرأ الباقون «والكفار». تنظر القراءة في: حجة ابن زنجلة (ص: ٢٣٠)، الدر المصون للسمين الحلبي (٢/ ٥٥٢)، الكشاف للزمخشري (١/ ٦٢٤).
(٥) رواه الواحدي في أسباب النزول (ص: ٢٠٣)، رقم (٤٠٠)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٢٩٤) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٦) سورة التوبة، الآية (٧٤).
(٧) سورة البروج، الآية (٨).
(٨) سورة الأعراف، الآية (١٢٦).
(٩) البيت للنابغة الذبياني، ينظر في: خزانة الأدب للبغدادي (٣/ ٣٢٧)، ديوان النابغة (ص: ٤٤)، العين للخليل (٨/ ٣١٦) باب الفاء واللام، الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٢٦)، لسان العرب (قرع)، همع الهوامع (١/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>