للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{خاسِئِينَ (١٦٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧) وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٦٨) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦٩) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧١) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ (١٧٢)}

انقسم أهل القرية ثلاث فرق: فرقة تعدت وأكلت، وفرقة نهت، وفرقة سكتت؛ فنجت الناهية، وهلكت المخالفة، واختلف في الساكتة. وحكى عكرمة (١) مباحثة له مع ابن عباس في الفرقة الساكتة ظهر بها لابن عباس أنها نجت فأعجبه البحث، وكساه ثوبين (٢).

(قالوا معذرة) وقرأ حفص (٣) {مَعْذِرَةً} بالنصب (٤) على المفعول من أجله.

و {تَأَذَّنَ} أعلم. وقوله: {إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} وضع الظاهر في موضع المضمر


(١) هو عكرمة بن عبد الله البربري، أبو عبد الله مولى ابن عباس، يروي عن ابن عباس وعائشة وأبي هريرة - رضي الله عنهم أجمعين - وهو ثقة عالم بالتفسير، توفي بالمدينة سنة ١٠٤ هـ‍. تنظر ترجمته في: غاية النهاية لابن الجزري (١/ ٥١٥)، طبقات المفسرين للداودي (١/ ٣٨٠).
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٩/ ٩٤)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٣/ ٥٩٠) لعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال: قال ابن عباس: «ما أدري أنجا الذين قالوا: لم تعظون قوما أم لا؟ قال: فما زلت أبصره حتى عرف أنهم قد نجوا فكساني حلة».
(٣) هو حفص بن سليمان، أبو عمر الأسدي الكوفي البزاز أعلم أصحاب عاصم بقراءته، كان ربيبه ابن زوجته، ثقة في الإقراء ثبت ضابط بروايته يقرئ أهل المشرق، قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية حفص بن سليمان. تنظر ترجمته في: غاية النهاية لابن الجزري (١/ ٢٥٤)، تهذيب التهذيب لابن حجر (٢/ ٤٠٠).
(٤) قرأ جمهور القراء: أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر عنه وأبو جعفر وخلف ويعقوب «معذرة»، وقرأ حفص عن عاصم «معذرة». تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٤١٢)، الحجة لابن خالويه (ص: ١٦٦)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٣٠٠)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٩٦)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>