للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

روي أنه حفر موضع الضرار فخرج منه دخان كثير، وهو معنى قوله: {عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ} (١).

{رِيبَةً} حسرة، حيث لم ينالوا ما أملوا. {اِشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} وهي ملكه بثبوت الجنة لهم وهي عطاؤه، ومن قرأ {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} (٢) فهو إما لأن الواو لا تقتضي ترتيبا أو تقتضيه (٣) ولكن المعنى يقتل بعضهم ويقاتل الباقون الكفار، وهذا كقراءة من قرأ في آخر آل عمران {وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا} (٤) وقراءة من قرأ في البقرة {وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} (٥).

{التّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٢) ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١١٣) وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤)} {وَما كانَ اللهُ}


= يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية ". وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود رقم (٣٤)، وفي صحيح ابن ماجه رقم (٢٨٥).
(١) رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (١١/ ٣٣) وزاد نسبته السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٢٩٣) لمسدد في مسنده وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال:
" لقد رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار حيث انهار على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم ".
(٢) قرأ حمزة والكسائي وخلف" فيقتلون ويقتلون "، وقرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب" فيقتلون ويقتلون".
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ١٠٢)، الحجة لابن خالويه (ص: ١٧٨)، حجة أبي زرعة (ص: ٣٢٥)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٣١٩)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٢١٦)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٤٦).
(٣) تقدم الحديث عن هذا عند تفسير سورة آل عمران، الآية (٥٥).
(٤) الآية (١٩٥) وقرأ حمزة والكسائي" وقتلوا وقتلوا "وقرأ ابن كثير وابن عامر" وقاتلوا وقتلوا "، وقرأ أبو عمرو ونافع وعاصم" وقتلوا وقتلوا".
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٣/ ١٤٦)، الدر المصون للسمين الحلبي (٢/ ٢٨٩)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٢١)، الكشاف للزمخشري (١/ ٤٥٧).
(٥) سورة البقرة، الآية (١٩١) وقرأ كذلك بغير ألف حمزة والكسائي، وقرأ باقي العشرة بألف" ولا تقاتلوهم - حتى يقاتلوكم - فإن قاتلوكم".
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٢/ ٦٧)، الدر المصون للسمين الحلبي (١/ ٤٨١)، السبعة لابن مجاهد (ص: ١٧٩ - ١٨٠)، الكشاف للزمخشري (١/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>