للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى يستتر فيعلمون انتهاء الشهور وتوسطها بالقمر.

{إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ} بالطول والقصر وأن كل واحد منها يخلف الآخر عند ذهابه؛ لقوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً} (١) {وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ} من الشمس والقمر والكواكب والأفلاك {وَالْأَرْضِ} من العشب والنبات والجبال والبحار والأنهار.

{لا يَرْجُونَ لِقاءَنا} لا يطمعون في ثواب الجنة. وقيل: {لا يَرْجُونَ} لا يخافون قال الشاعر يصف جاني العسل [من الطويل]:

إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها (٢) ...

أي: لم يخف، والدّبر: الزنابير.

{أُولئِكَ مَأْواهُمُ النّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ (٩) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠) وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١) وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٢) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣)} {ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ}


(١) سورة الفرقان، الآية (٦٢).
(٢) هذا صدر بيت لأبي ذؤيب يصف عسّالا يجتني عسلا، وعجزه:
وحالفها في بيت نوب عواسل ينظر في: تاج العروس للزبيدي (نوب)، تفسير القرطبي (١١/ ٢٤٩)، روح المعاني للألوسي (٢٠/ ١٣٧)، فتح القدير للشوكاني (٤/ ٢٧٤)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٤٤١)، لسان العرب (نوب)، النكت والعيون للماوردي (٢/ ١٨١) والدبر: ذكر النحل، ولم يرج: لم يخف، وحالفها: لازمها، ويروى: خالفها أي: خالف مرادها أو جاء خلفها بعد خروجها، والنوب: نوع من النحل، وعواسل: كثير العسل، ويروى: عوامل أي: تعمل العسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>