للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (٧١) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٧٢) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (٧٤) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (٧٥) فَلَمّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (٧٦) قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السّاحِرُونَ (٧٧) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (٧٨) وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (٧٩) فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٨٠)}

{مَتاعٌ فِي الدُّنْيا} خبر مبتدأ محذوف، أي: هو متاع. {وَاتْلُ} أي: اقرأ. وقد أتى بالفعل الماضي في جواب كان، وإنما جوز ذلك دخول الشرط على كان (١).

{مَقامِي} بمعنى قيامي، والتقدير: إن شق عليكم ذلك مني فاجتهدوا على قتلي، فإنني قد توكلت على الله لا على غيره. ومن قرأ {فَأَجْمِعُوا} بقطع الهمزة، فمعناه: اعزموا.

و {أَمْرَكُمْ} منصوب مفعول معه، ومن قرأ (فاجمعوا) بألف الوصل وفتح الميم (٢)، {وَشُرَكاءَكُمْ} مفعول، وجواب الشرط في قوله: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} محذوف، تقديره: فإن


(١) وذلك في قوله - تعالى: إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ ومن قواعد النحو: إذا وقع خبر كان وأخواتها جملة فعلية، فالأكثر أن يكون فعلها مضارعا، وقد يجيء ماضيا بعد "كان وأمسى وأضحى وظل وبات وصار" والأكثر فيه إن كان ماضيا أن يقترن ب‍ "قد"، وقد وقع مجرّدا منها، وكثر ذلك فخبرا عن فعل الشرط، ومنه قوله - تعالى: إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ [المائدة: ١١٦]، وقوله تعالى: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ [الأنعام: ٣٥]، وقوله تعالى في هذه الآية التي في سورة يونس.
(٢) قرأ العامة "فأجمعوا" بهمزة القطع وكسر الميم، ويروى عن نافع "فاجمعوا" بهمزة الوصل وفتح الميم.
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ١٧٨)، الدر المصون للسمين الحلبي (٤/ ٥٣)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٣٢٨)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>