للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{سِجِّيلٍ} اسم السماء الأولى. {مُسَوَّمَةً} معلّمة بما يدل على أنها ليست من حجارة الدنيا. {وَما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ} الكفار.

وقيل: بمن فعل مثل قوم لوط.

{مَدْيَنَ} ابن إبراهيم كان قد نزل بذلك المكان فسمي به، وبعث شعيب إليهم وإلى أصحاب الأيكة فعذبت مدين بالرجفة، وأصحاب الأيكة بعذاب يوم الظلة، وهي سحابة أظلتهم أووا إلى ظلّها من شدة الحر، فأمطرت عليهم نارا، ولا تعطوا الكيل والوزن ناقصا، وكان شعيب كثير الصلاة فاستهزءوا به، وقالوا: {أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا}؟! وتهكموا بكونه (٨٣ /ب) حليما رشيدا.

{أَرَأَيْتُمْ} أخبروني. تقول: خالفت زيدا إلى كذا، أي: فعلت مثل فعله بعد تركه له و "ما" في {مَا اسْتَطَعْتُ} مصدرية، ولو أظهر المصدر لكان إما مضافا إلى زمن أو حال، أي: مدة استطاعتي، أو حالة استطاعتي. وقيل: التوفيق عزيز، ولم يأت في القرآن إلا هاهنا.

فإن قيل: قوله: {إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما} (١).

وقوله: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً} (٢) في الآيتين ذكر التوفيق، قلنا:

ليس هو التوفيق المشار إليه هاهنا؛ فإن المراد هاهنا هداية القلب إلى الصواب وتيسيره عليه، وفي الآيتين يريد الوفاق بين المتخاصمين، وتقدم المجرورين في "عليه وإليه" دليل الاختصاص. {لا يَجْرِمَنَّكُمْ} لا يكسبنكم. {وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} أي: وما قريتهم بل هي قرية يمرون عليها في أسفارهم. {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ} (٣)، {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ} (٤).

{وَدُودٌ} مبالغة في واد. وقيل: مودود بمعنى محبوب.

{قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمّا تَقُولُ وَإِنّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ (٩١)} {قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ}


(١) سورة النساء، الآية (٣٥).
(٢) سورة النساء، الآية (٦٢).
(٣) سورة الفرقان، الآية (٤٠).
(٤) سورة الصافات، الآية (١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>