للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلّى الله عليه وسلم ابنته زينب لأبي العاص بن الرّبيع، وهو كافر. وقيل: أراد بقوله: {بَناتِي} نساء أمته؛ لأن النبي لأمته كالوالد. وقرئ "وأزواجه أمّهاتهم وهو أب لهم" (١).

{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥) وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (٧٩) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاّقُ الْعَلِيمُ (٨٦) وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧)}

{لَعَمْرُكَ} قسم بحياة لوط. وقيل: بحياة النبي محمد صلّى الله عليه وسلم. {مُشْرِقِينَ} داخلين في وقت شروق الشمس. {لِلْمُتَوَسِّمِينَ} المتبصرين. {وَإِنَّها} وإن قرى قوم لوط لعلى طريقهم في الأسفار. وقيل: إن عقوبة من فعل فعل قوم لوط أن يعاقب بمثل ما عوقبوا به. قال بعضهم: يلقى من شاهق ويتبع بالحجارة. قيل: {الْأَيْكَةِ} الشجر. وقيل: هو نوع مخصوص من الشجر، وكان شعيب عليه السّلام قد بعث إلى أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة، وشعيب من أهل مدين فقال: {وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً} وقال: (٩٧ /أ) {كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦) إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ} ولم يقل: أخوهم. وأهلك الله أصحاب مدين بالصيحة، وأهلك أصحاب الأيكة بأن سلط عليهم حرّا شديدا لا يدفعه لباس ولا بناء، فخرجوا إلى البرية فأظلتهم غمامة فاجتمعوا في ظلها يرجون برد ظلها، فأمطرت عليهم نارا، وهو عذاب يوم الظلة {وَإِنَّهُما} وإن المؤتفكات وأصحاب الأيكة {لَبِإِمامٍ مُبِينٍ} لبطريق واضح. {أَصْحابُ الْحِجْرِ} ثمود.

{وَآتَيْناهُمْ آياتِنا} يعني الناقة وفصيلها وشربها. وقيل: كانوا طوال الأعمار فلا تبقى الدار مدة عمر أحدهم، فكانوا ينحتون من الجبال بيوتا؛ لطول بقاء بيوت الجبال.

{آمِنِينَ} من سقوطها عليهم بإتقانها وإحكامها. وقيل: آمنين من عذاب الله - عز


(١) سورة الأحزاب، الآية (٦) وتقدم تخريجها في سورة هود، الآية (٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>