للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنخل تنبت بين الماء والعجل (١) ...

قوله تعالى: {يَكْلَؤُكُمْ} أي: يحفظكم، قال الشاعر [من المنسرح]:

إنّ سليمى والله يكلؤها ... ضنّت بشيء ما كان يرزؤها (٢)

وظاهر الآية الاستفهام، ومعناها النفي، أي: لا يكلؤكم أحد. قوله - تعالى: {وَلا هُمْ مِنّا يُصْحَبُونَ} أي: لا يجارون، ومنه قوله: {وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ} (٣).

وقيل: يحفظون. وقيل: ينصرون. وقيل: ولا يصحبون من الله بخير.

{بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ (٤٤) قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (٤٥) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ (٤٦) وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ (٤٧) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السّاعَةِ مُشْفِقُونَ (٤٩) وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠) وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنّا بِهِ عالِمِينَ (٥١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (٥٢) قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (٥٣) قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٥٤) قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاّعِبِينَ (٥٥) قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ (٥٦) وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (٥٧)} {فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلاّ كَبِيراً}


(١) هذا عجز بيت وصدره:
النبع في الصخرة الصماء منبته ... ينظر في: تهذيب اللغة للأزهري (١/ ٣٦٩)، فتح القدير للشوكاني (٣/ ٥٨٣)، الكشاف للزمخشري (٣/ ١١٧)، لسان العرب (عجل)، النكت والعيون للماوردي (٣/ ٤٥) والنبع: شجر تتخذ منه القسي، والصماء: الصلبة، والعجل: الطين بلغة حمير.
(٢) البيت لابن هرمة، ينظر في: الأغاني للأصفهاني (٣/ ٢٣٦)، البيان والتبيين للجاحظ (١/ ٣٢٠)، تاج العروس للزبيدي (كلأ)، تفسير القرطبي (١١/ ٢٥٥)، لسان العرب (كلأ)، النكت والعيون للماوردي (٣/ ٤٥).
(٣) سورة المؤمنون، الآية (٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>