{الْعُمُرِ} قيل: هو الهرم. وقيل: إلى مثل حاله حين خروجه من بطن أمه في الضعف. وقيل:
ذهاب العقل {لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} قيل: لا يستذكر وينسى ما كان عالما به.
وقيل: لا يعقل بعد عقله الأول شيئا. {هامِدَةً} يابسة لم تنبت. وقيل: الدراسة، والهامد: الدارس. {اِهْتَزَّتْ} استبشرت. وقيل: اهتز نباتها. {وَرَبَتْ} قيل: معناه: أضعف نباتها. وقيل: انتفخت لظهور نباتها فعلى هذا الوجه يكون في الكلام تقديم وتأخير، وتقديره: فإذا أنزلنا عليها الماء ربت واهتزت، وعلى الأول لا تقديم فيه ولا تأخير. والزوج:
الصنف، أي: أنبتت أصنافا مختلفة. {بَهِيجٍ} يعني: حسن الصورة.
قوله - تعالى:{ثانِيَ عِطْفِهِ} أي: لاو عنقه إعراضا عن الله - تعالى - ورسوله صلّى الله عليه وسلم.
وقيل: عادل جانبه كبرا عن الإجابة، والجانب يسمى عطفا، يقال: فلان ينظر في أعطافه، أي:
في جوانبه. {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} أي: بتكذيبه للرسول وإعراضه عن القبول. وقيل: كانت له قينة وكان إذا رأى شخصا قد مال إلى الإسلام أحضره طعامه وشرابه وغنته مغنيته، ويقول له: هذا خير لك مما يدعوك إليه محمد صلّى الله عليه وسلم (١). {مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ} أي: على شك.
وقيل: على طمع. وقيل: على ضعف في العبادة كالقائم على حرف {فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ} فيه قولان:
أحدهما: أن قوما من المنافقين آمنوا بألسنتهم ثم ارتدّوا بعد إسلامهم. والثاني: ناس
(١) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٥٠٤) ونسبه لجويبر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أنزلت في النضر بن الحارث ... » فذكره.