العلقة: الدم الطريّ الذي خلق من النطفة، سمي علقة؛ لأنه أول أحوال العلوق، وإنما عرّفنا الله - تعالى - كيفية انتقال الولد في الأطوار؛ ليعلمك عظيم النعمة في إيجادك ونقلك من حال إلى أكمل منها. {ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ} أي: بنفخ الروح فيه. وقيل: بنبات الشعر. وقيل: بأنه ذكر أو أنثى. وقيل: بتكامل أسنانه. وقيل: بالعقل والتمييز. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه:
أنه لما نزلت هذه الآية إلى قوله - تعالى:{ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ} قال عمر رضي الله عنه: فتبارك الله أحسن الخالقين فنزل قوله - تعالى:{فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ}(١).
{سَبْعَ طَرائِقَ} أي: سبع سماوات {طَرائِقَ} قيل: مطابق بعضها فوق بعض.
وقيل: لأن مدارات الأفلاك متعددة، ولكلّ واحد طريقة في سيره. {غافِلِينَ} أي: من سقوط السماء عليهم. قوله - عز وجل:{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ} هي شجرة الزيتون، خصّها بالذكر لعموم منافعها في الاستصباح والادّهان والائتدام بها.
(١) ذكره بهذا السياق الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار التي في الكشاف (٢/ ٤٠١) ونسبه لابن مردويه في تفسيره عن ابن جبير وابن عباس، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٩٤) ونسبه للطبراني وابن مردويه عن ابن عباس، وذكره في (٦/ ٩٢) ونسبه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن صالح أبي الخليل، مرفوعا وفي آخره قال صلّى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنها ختمت بالذي تكلمت يا عمر».