للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: فكيف تكذبون فيخيل إليكم الكذب حقّا.

{اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (٩٦) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (٩٨) حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٠٠) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (١٠١) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (١٠٣) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (١٠٤) أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٠٥) قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنّا قَوْماً ضالِّينَ (١٠٦) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنّا ظالِمُونَ (١٠٧) قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (١٠٨) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (١١١)}

قوله - تعالى: {اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي: بالإغضاء عن إساءة المسيء. وقيل: ادفع الفحش بالسلام. وقيل: ادفع المنكر بالموعظة. وقيل: امح السيئة بالحسنة، وهذه الآية وإن كانت خاصة بالنبي صلّى الله عليه وسلم فالمقصود به جميع الأمة.

قوله - عز وجل: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ} أي: من وسوستهم.

وقيل أذاهم بالصرع. {وَمِنْ وَرائِهِمْ} أي: من قدّامهم. {بَرْزَخٌ} حاجز، ومنه قوله:

{بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ} (١) والمراد بالحاجز: ما بين الموت والبعث. وقيل: بين الدنيا والآخرة.

وقيل: بين الميت ورجوعه إلى الدنيا. وقيل: هو ما بين النفختين، وهو أربعون سنة (٢). {فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ} أي: لا يتعارفون؛ لشدة الهول {وَلا يَتَساءَلُونَ} أي: لا يسأل أحد أحدا أن يعينه. وقيل: لا يسأل أحد أحدا عن خبره لاشتغاله بنفسه. قوله - عز وجل: {رَبَّنا غَلَبَتْ}


(١) سورة الرحمن، الآية (٢٠).
(٢) روى البخاري في صحيحه رقم (٤٦٥١) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما بين النفختين أربعون. قال: أربعون يوما. قال: أبيت. قال: أربعون شهرا. قال: أبيت. قال: أربعون سنة. قال: أبيت. قال: ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة».

<<  <  ج: ص:  >  >>