لغتان، بمعنى علمت. و {عَنْ جُنُبٍ} أي: عن جانب؛ يقال: قعد على جنبه وإلى جانبه، أي: نظرت إليه مزوّرة؛ حتى لا يحسبوا أنها أخته. التحريم استعارة للمنع وذلك أن الله تعالى منعه قبول المراضع، فلم يقبل ثدي امرأة حتى جاءت أمه ووجد ريحها ارتضع حتى امتلأ جنباه. {الْمَراضِعَ} جمع مرضعة. وقيل: جمع مرضع، وهو موضع الرضاع من قبل قصها أثره.
روي أنها لما قالت:{وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ} قال هامان: إنها لتعرفه، فقالت: إنما أردت وهم للملك ناصحون، والنصح: خلاص العمل من شوائب الفساد فجاءت أخته بأمه فوجدت موسى على يد فرعون يبكي، ويطلب الرضاع؛ فدفعه إليها وأجرى عليها رزقا وذهبت به إلى بيتها وأنجز الله وعده في قوله:{إِنّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} فعند ذلك استقرّ عندها أنه سيكون مرسلا في قوله: {مِنَ الْمُرْسَلِينَ}(١) وجاز لها أن تأخذ ما أعطاه فرعون لأنه مال حربي مباح {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أنه حق فيرتابون، وفيه تسميع لأم موسى حيث لحقها الجزع حين وقع ولدها في يد فرعون.
{وَاسْتَوى} واعتدل، وبلوغ الأشد: أربعون سنة وهي التي يبعث فيها الأنبياء.
{حُكْماً} السنة، و {وَعِلْماً} التوراة. وقيل: معناه: آتيناه سيرة الحكماء العلماء وسمتهم قبل البعث فكان لا يفعل فعلا يستجهل فيه. {الْمَدِينَةَ} مصر. وقيل: ريف من ضياع مصر و "حين غفلتهم": ما بين العشاءين. وقيل: وقت القائلة. وقيل: يوم عيدهم وهم مشتغلون بلهوهم فيه. وقيل: لما استحكم عقله شرع يتحدث في إبطال المذاهب الفاسدة فنهوه عن ذلك. {شِيعَتِهِ} ممن شايعه على دينه من بني إسرائيل. {مِنْ عَدُوِّهِ} من مخالفيه من القبط، وكان يسخر الإسرائيلي بحمل الحطب إلى مطبخ فرعون.
والوكز: الدفع بأطراف الأصابع. وقيل: بجميع الكف، وجعل قتل الكافر {مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ} لأنه وقع من غير إذن فيه.