للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«كان عمر يجلس لليهود في بيت مدارسهم (١) ليسمع ما يقولون، ويتبين له رأيهم، فقالوا له: إنا لنطمع فيك يا عمر فقال: والله ما أجلس فيكم إلا لأعلم صدق محمد، ويتبين لي أنكم مبطلون، ثم سألهم عن جبريل وميكائيل، فقالوا: أحدهما عن يمين الله والآخر عن يساره، وكل واحد منهما عدو لصاحبه، وقالوا: لو كان ميكائيل أو غيره من الملائكة سوى جبرائيل يأتي إلى محمد برسالة لآمنا به، لكن جبريل عدونا يأتي بالزلزال والعذاب، وهو الذي خسف مدائن قوم لوط، وصاح بقوم صالح صيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين فأنزل الله: {قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}» (٢).

{قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (٩٨) وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (٩٩) أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠٠) وَلَمّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١) وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٣)}


= يقدّر الكوفيون موصولا مثل «الذي» أو من. ورجّح ابن هشام مذهب البصريين بأن اتصال الموصول بصلته أشد من اتصال الموصوف بصفته؛ لتلازمهما. وينظر ذلك في: الإملاء للعكبري (١/ ٥٣)، البحر المحيط (١/ ٤٨٢) الدر المصون (١/ ٣٠٩)، معاني الفراء (١/ ٦٣)، مغني اللبيب (٢/ ٣٥٨).
(١) المدراس: الموضع يقرأ فيه القرآن ومنه مدارس اليهود. ينظر: القاموس المحيط (درس).
(٢) إسناده فيه انقطاع، رواه ابن جرير الطبري في التفسير (١/ ٤٧٨)، والواحدي في أسباب النزول (ص: ٣٣، ٣٢) رقم (٤٠) وذكره السيوطي في الدر المنثور (١/ ١٧٤)، وعزاه لابن أبي شيبة في مصنفه وإسحاق بن راهويه في «مسنده»، وابن أبي حاتم عن الشعبي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال السيوطي: صحيح الإسناد ولكن الشعبي لم يدرك عمر، فهو منقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>