للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ} (١). والحظ: البخت والدّولة. قوله: {وَيْلَكُمْ} أصله الدعاء بالويل، ثم استعمل في الردع والزجر، وإنما يكون ذلك للإفراط في الاعتماد على ما لا ينبغي. وقوله: {وَلا يُلَقّاها} الضمير فيها يرجع إلى الكلمة التي قالها أهل العلم أو الحسنة أو للسيرة. {الصّابِرُونَ} على الطاعات وعن المعاصي وعند الشدائد. {مِنَ المُنْتَصِرِينَ} من المنتقمين من موسى، أو: من المتخلصين من عذاب الله.

قوله: {بِالْأَمْسِ} لا يراد به اليوم الذي قبل يومك، وإنما (١٧٤ /ب) المراد الإخبار عن مدة ماضية قريبة. {مَكانَهُ} منزلته.

"وي" مفصولة عن "كأن" وهي كلمة تنبيه على الخطأ، وهو مذهب الخليل وسيبويه، وعند الكوفيين أن (ويك) بمعنى (ويلك) ويجوز أن تكون الكاف كاف الخطاب مضمومة إلى (وي) كقول عنترة [من الكامل]:

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قول الفوارس ويك عنتر أقدم (٢)

و"أنه" بمعنى لأنه، ومن الناس من يقف على "وي" ويبتدئ "كأنه"، ومنهم من يقف على "ويك" (٣).

وقرئ (لولا منّ الله علينا) (٤). وقرئ (لخسف بنا) (٥) يعني: الله عز وجل.

وعن عمر بن عبد العزيز: أنه كان يكرر هذه الآية حتى قبض (٦). وعن علي رضى الله عنه: "إن


(١) سورة النساء، الآية (٣٢).
(٢) ينظر البيت في: الجنى الداني للمرادي (ص: ٣٥٣)، خزانة الأدب للبغدادي (٦/ ٤٠٦)، ديوان عنترة (ص: ٢١٩)، شرح الأشموني (٢/ ٤٨٦)، شرح شواهد المغني (ص: ٤٨١)، شرح المفصل (٤/ ٧٧)، المحتسب لابن جني (١/ ١٦)، وبلا نسبة في مغني اللبيب (ص: ٣٦٩).
(٣) ينظر تفصيل ذلك في: البيان في غريب القرآن لابن الأنباري (٢/ ٢٣٧)، التبيان للعكبري (١٨٠/ ٢)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٣٥٤)، معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٤/ ١٥٦).
(٤) قرأ بها الأعمش. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ١٣٥)، تفسير القرطبي (٣/ ٣١٩)، الكشاف للزمخشري (٣/ ١٩٣).
(٥) قرأ بها حفص عن عاصم ويعقوب، وقرأ بقية العشرة" لخسف ". تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ١٣٥)، تفسير القرطبي (١٣/ ٣١٩)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٣٥٥)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٤٩٥)، الكشاف للزمخشري (٣/ ١٩٣).
(٦) رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد (١/ ٣٠٩ - ٣١٠) قال:" أخبرنا جرير بن حازم قال -

<<  <  ج: ص:  >  >>