وقال ابن حزم في المحلى (٩/ ٥٥): "ولو أن امرأ اشترى مصحفا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرا فهذا هو الذي ذم الله تعالى، وما ذم قط - عز وجل - من اشترى لهو الحديث ليلتهي به ويروح نفسه، لا ليضل عن سبيل الله تعالى، وكذلك من اشتغل عامدا عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن أو بحديث يتحدث به أو ينظر في ماله، أو بغناء أو بغير ذلك فهو فاسق عاص لله تعالى، ومن لم يضيع شيئا من الفرائض اشتغالا بما ذكرنا فهو محسن". ثم قال ابن حزم بعد كلام طويل وإيراده لكل ما ورد من الأحاديث والأقوال في الغناء ملخّصا رأيه فيه: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى "فمن نوى باستماع الغناء عونا على معصية الله تعالى؛ فهو فاسق، كذلك كل شيء غير الغناء، ومن نوى به ترويح نفسه؛ ليقوى بذلك على طاعة الله - عز وجل - وينشط نفسه بذلك على البر؛ فهو مطيع محسن، وفعله هذا من الحق، ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه؛ كخروج الإنسان إلى بستانه متنزها، وقعوده على باب داره متفرجا، وصباغة ثوبه، ومد ساقه وقبضها، وسائر أفعاله". (٢) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٥٠٤).