للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صاعا من تمر (١). وقيل: هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وهي ممن هاجر من النساء وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:" قد قبلت ". وزوّجها زيد بن حارثة فسخطت وأخوها، وقالت: ما أردت إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجني عبده (٢).

والمعنى: وما صح لرجل ولا امرأة من المؤمنين {إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} (٣) يعني: الاختيار، وحقهم أن يجعلوا إرادتهم واختيارهم تبعا لرأيه واختياره، وجمع الضمير في قوله: {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} حملا على المعنى في جريان ذكر المؤمن والمؤمنة. والخير {لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ} بالإسلام {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} بالعتق هو زيد بن حارثة. {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} يعني: زينب بنت جحش وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد تزوج خديجة وذكر لها أنه رأى في السوق غلاما حسنا يباع، وهو زيد بن حارثة، فاشترته خديجة بمالها، ووهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه وكان أبوه (١٩٤ /أ) يطوف عليه البلاد حتى وجده عند عرب.

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل

فو الله ما أدري وإنّي لسائل ... أغالك بعدي السّهل أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل إلى الدّهر أوبة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي أمل

تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا غربها أفل

وإن هبت الأرواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزني عليه وما وجل

سأعمل نص العيش في الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي عليّ منيتي ... فكلّ امرئ فان وإن غرّه أمل


(١) رواه الطبري (٢٢/ ١١).
(٢) رواه الطبري (٢٢/ ١٢) وذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٦١٠) ونسبه لابن أبي حاتم.
(٣) قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو" تكون "بالتاء، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي" يكون " بالياء. تنظر في: الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤١٦)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٥٢٢)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٥٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>