وينظر قوله في: الأصول في النحو (٢٢٤، ٢/ ٢٢٣) وعبارته: وقد كان بعض مشايخ البصريين يقول: إنّ الألف واللام هاهنا ليستا في معنى (الذي) وأنّهما دخلتا كما تدخل على الأسماء للتعريف وأجاز أن يقدم عليها إذا كانت بهذا المعنى ومتى كانت بهذا المعنى لم يجز أن يعمل ما دخلت عليه في شيء فيحتاج فيه إلى عامل فيها. (١) هذه مسألة تقديم الظرف والجار والمجرور المتعلق بالصلة على الموصول، والخلاف بين النحويين في هذه المسألة على ثلاثة مذاهب: الأول: المنع مطلقا، وعليه البصريون. الثاني: الجواز مطلقا، وعليه الكوفيون واختاره أبو حيان والسمين الحلبي والسيوطي؛ للتوسع فيهما. الثالث: الجواز مع «أل» إذا جرّت ب «من». قال الزجاجي في كتاب اللامات (١/ ٥٨) ط. دار الفكر - دمشق ١٩٨٥ م ط ٢ - تحقيق: الدكتور مازن المبارك: باب في تبيين وجوه دخول الألف واللام على الأسماء المشتقة من الأفعال: اعلم أنها تدخل على ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون بتأويل الذي فتحتاج إلى صلة وعائد وتجري في ذلك مجرى الذي، كقول القائل: ضرب زيد عمرا، فقيل: أخبر عن زيد، فقال: الضارب عمرا زيد، ففي الضارب مضمر يعود على الألف واللام اللذين بمعنى الذي وأنت لم تذكر الذي وإنما ذكرت ما يدل عليه فجئت بالعائد لذلك. والوجه الثاني: أن تدخل لتعريف هذه الأسماء المشتقة من الأفعال لا بتأويل الذي ولكن كما تعرف أسماء الأجناس نحو الرجل والفرس فتقول: الضارب والقائم تريد به التعريف لا معنى الذي قال أبو عثمان المازني: والدليل على صحة هذا التأويل أنك تقول: نعم الضارب ونعم القائم وغير جائز أن تقول: نعم الذي عندك لأن نعم وبئس لا يدخلان على الذي وأخواتها ودخولهما على القائم والضارب يدل على أن الألف واللام فيهما ليستا بمعنى الذي ومن هذا الوجه الثاني: قول الله - عز وجل: وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ قال المبرد والمازني وغيرهما من البصريين: ليست الألف واللام بمعنى الذي؛ لأنه لو كان التقدير: وأنا من الشاهدين على ذلك بمعنى من الذين شهدوا على ذلك لم تقدم صلة الذي عليه. وكذلك لو كان التقدير: وكانوا من الذين زهدوا فيه لم يجز تقديم صلة «الذي» عليه. ولكن الألف واللام للتعريف لا بمعنى «الذي». واختار هذا أيضا العكبري في التبيان (١/ ٦٤). ثم ذكر الزجاجي الوجه الثالث وهو مذهب الكوفيين: أنها تكون بمعنى «الذي» ويصلونها بما توصل به الذي. وهم يجوزون أن يتقدم الظرف والجار والمجرور المتعلق بالصلة على الموصول مطلقا؛ للتوسع فيهما. وقد قال بهذا -