للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ} (١) فصدقه الله بقوله: {وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ} (٢) فكان ظنه لاتباعهم صادقا، ولم يكرههم إبليس على اتباعه.

{وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (٢١) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٢٣) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنّا أَوْ إِيّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤)}

{وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ لِنَعْلَمَ} لنرى أو لنميز، أو نعلم العلم الذي يتعلق به الجزاء. وقوله: {فَاتَّبَعُوهُ} إما لأولاد سبأ، أو لبني آدم كلهم، ثم استثنى نفرا قليلا بقوله: {وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (٢٠٢ /ب) {وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ} من تسلط واستيلاء بالوسوسة والاستغواء. إلا بحكمة بينة وهي تمييز الحق من الباطل والمستيقن من الشاك. {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} مفعولا" زعمتم "محذوفان والتقدير: زعمتموهم.

والثاني: آلهة. ثم أجاب الله عنهم بقوله: {لا يَمْلِكُونَ} مقدار ذرة، وهي النملة الحمراء (٣). والهباء: الذي يظهر في الكوة عند دخول الشمس فيها، وما لشركائهم شركة في خلق السماوات والأرض؛ كقوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ} (٤) {وَما لَهُ مِنْهُمْ} وما لله تعالى من هؤلاء الشركاء من معين يعينه على ما يريده. {وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} يجوز أن يراد بالإذن للشافع أن يشفع، أو للمشفوع له أن يشفع فيه. {حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} أي: كشف.

حكي أن بعض أهل اللغة سقط عن دابته فغشي عليه، ثم أفاق فرأى الناس مجتمعين عليه؛ فقال: ما لكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنة؟ افرنقعوا عني. فقال رجل من


= وفي سنده يزيد بن أبان الرقاشي وهو متروك كما قال النسائي وغيره، وتنظر ترجمته في: ميزان الاعتدال للذهبي (٧/ ٢٢٢) ولذلك قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم (٢٣١٠) ضعيف جدّا.
(١) سورة الأعراف، الآية (١٧).
(٢) سورة الأعراف، الآية (١٠٢).
(٣) وقد أثبت العلم الحديث أن الذرّة أصغر من ذلك بكثير.
(٤) سورة الأحقاف، الآية (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>