للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما حولت القبلة قال بعض المسلمين: ما يفعل الله بصلوات من مات مستقبلا بصلاته بيت المقدس، فنزلت {وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ} (١) أي: صلاتكم إلى بيت المقدس؛ لأنهم محسنون باستقباله بالأمر الأول، والله لا يضيع أجر المحسنين.

{قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ (١٤٤)}

{قَدْ نَرى}؛ كقوله: {قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ} [الأحزاب: ١٨] {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ} [الأنعام: ٣٣].

قد أترك القرن مصفرّا أنامله (٢) ...

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته (٣) ...

قد نخضب العسر من مكنون قائله ... وقد يشطّ على أرماحنا البطل (٤)


= من جهة أفعاله كلها وهو القضاء بالأمر قد علم أنه سيحيله بعد مدة معلومة عنده عز وجل كما سبق في علمه - تعالى.
(١) رواه الطبري في تفسيره (٢/ ١٧)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (١/ ٣٥٣) عن ابن عباس والبراء ابن عازب رضي الله عنهم.
(٢) هذا صدر بيت لعبيد بن الأبرص وعجزه:
كأن أثوابه مجت بفرصاد ينظر في: خزانة الأدب للبغدادي (١١/ ٢٥٣)، ديوان لبيد (ص: ٦٤)، شرح أبيات سيبويه للسيرافي (٢/ ٣٦٨)، وبلا نسبة في: تذكرة النحاة لأبي حيان (ص: ٧٦)، رصف المباني (ص: ٣٩٣)، الكشاف للزمخشري (١/ ٢٠٢)، لسان العرب (أسن)، همع الهوامع للسيوطي (١/ ٣٥) والفرصاد: نوع شجر.
(٣) هذا صدر بيت للقطامي وعجزه:
وقد يكون مع المستعجل الزلل ينظر في: جمهرة أشعار العرب (٢/ ٨٠٥)، ديوان القطامي (ص: ٢٥)، ديوان المعاني (١/ ١٢٤)، وللأعشى في: تلخيص الشواهد (ص: ١٠٢)، خزانة الأدب (٥/ ٣٧٧)، وبلا نسبة في: لسان العرب (بعض)، مجالس ثعلب (ص: ٤٣٧).
(٤) هذا البيت للأعشى، ينظر في: تاج العروس للزبيدي (شيط)، ديوان الأعشى (ص: ١١٣)، شرح المفصل لابن يعيش (٥/ ٦٤)، لسان العرب (شيط).

<<  <  ج: ص:  >  >>