للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَإِنْ كُلٌّ لَمّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣٢) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنا فِيها جَنّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٣٥)}

قرئ {لَمّا} بتخفيف الميم (١) على أن {وَما} زائدة، واللام هي الفارقة بين النافية والمثبتة والمعنى: أنهم محضرون للحساب والجزاء كما مضى في عدة مواضع. فإن قلت: لم أخبر عن {كُلٌّ} ب‍ {جَمِيعٌ} ولغتاهما سواء؟ قلت: هما مختلفتان؛ لأن {كُلٌّ} يفيد معنى الإحاطة والشمول، و {جَمِيعٌ} يفيد الاجتماع، والجميع: فعيل، بمعنى مفعول، وتقدم {فَمِنْهُ} على {يَأْكُلُونَ} لأن الحب فيه قوام الآدميين والحيوانات، فإذا قل جاء القحط وغلا السعر. {وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} هو سقي النبات والأشجار، واستنباط العيون والآبار. وذكر النخيل والأعناب ثم أفرد الثمر في قوله: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ} لأنه إذا علم حكم النخل في الثمر عرف مثله في الكرم. وقيل: أراد: ليأكلوا من ثمر ذلك، قال رؤبة في حمر الوحش [من الرجز]:

فيها خطوط من سواد وبلق ... كأنه في الوجه توليع البهق (٢)

(٢١٢ /ب) فقيل له في ذلك، فقال: أردت: كأن ذلك.


= عليه السلام مبعوث قبل يوم القيامة فقال كذبوا ما أولئك شيعة لو كان مبعوثا ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله انتهى وسكت عنه. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٥٥) ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي إسحق قال قيل لابن عباس إن ناسا يزعمون أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة، فسكت ساعة ثم قال: بئس القوم نحن إن كنا أنكحنا نساءه واقتسمنا ميراثه أما تقرأون أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ.
(١) قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز" لمّا "بالتشديد، وقرأ الباقون" لما "بالتخفيف.
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٣٣٤)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٥٩٧)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤٨٣)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٣٢١)، مجمع البيان (٨/ ٤٢٢)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٩١).
(٢) ينظر في: الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٤٨٤)، غريب الحديث للحربي (٣/ ١٠٣١)، الكشاف للزمخشري (٤/ ١٥، ١/ ١٤٩) لسان العرب (بهق)، ويروى: كأنه في الجسم توليع البهق. وكأنه في الجلد توليع البهق.

<<  <  ج: ص:  >  >>