يَجْرِمَنَّكُمْ}: أي: لا يحملنكم، {شَنَآنُ}: أي بغض، {قَوْمٍ}: هم الجماعة من الناس، فإذا قيل:"قوم" وذكر معه نساء، فالقوم هم الرجال، والنساء للإناث، كقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}[الحجرات: ١١]، وإذا ذكر "قوم" وحده صار شاملًا للرجال والنساء، قال تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}[الأعراف: ٥٩]، يعني الذكور والإناث.
وقوله:{شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا}"على": حرف جر، "أن": مصدرية، "لا": نافية، "تعدلوا": فعل مضارع منصوب بـ "أن" وعلامة نصبه حذف النون، و"أن" وما دخلت عليه في محل جر، والتقدير: لا يحملكم بغضهم على عدم العدل وهو الجور.
وقوله:{اعْدِلُوا} حتى فيمن تبغضون، "اعْدِلُوا": أي: قولوا بالعدل. والعدل: هو إعطاء كل ذي حقٍ حقه.
قوله:{هُوَ} أي: العدل، وقلنا ذلك مع أنه لم يسبق ذكر العدل؛ لأن العدل مفهوم من الفعل الذي هو: اعدلوا؛ لأن مرجع الضمير قد يكون منصوصًا عليه بلفظه، وقد يكون بلفظ دال عليه، فهنا قوله {اعْدِلُوا}: دالٌ على أن الفعل مشتق من العدل، فيكون قوله:{هُوَ} أي: العدل الذي أمرتم به أقرب للتقوي ولم يقل: هو التقوى، بل قال: أقرب للتقوي؛ وذلك لأن العدل قد يحمل عليه مخافة الله فيكون تقوي، وقد يحمل عليه محبة الثناء عند الناس فلا يكون تقوي، ولهذا جاءت الآية الكريمة:{أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.
قوله:{وَاتَّقُوا اللَّهَ} بعد أن أمر بأن نكون قوامين، ونهي