للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله زوارات القبور" (١) فلا تدخل نهائيًّا؛ لأنه صح الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور (٢).

وقوله: {قَوَّامِينَ لِلَّهِ} "اللام" هنا: إشارة إلي الإخلاص، أي: اجعلوا قيامكم بالقسط أي: بالعدل لله عزّ وجل، لا تخشوا في ذلك أحدًا ولا تحابوا بذلك أحدًا.

قوله: {شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} شُهَدَاءَ: نقول في إعرابها: يجوز أن تكون حالًا من فاعل قوامين، يعني: قوامين حال كونكم شهداء، ويجوز أن تكون خبرًا ثانيًا لـ "كان"؛ لأن تعدد الخبر جائز، قال الله عزّ وجل: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥)} [البروج: ١٤، ١٥]، أربعة أخبار: الغفور، الودود، ذو العرش، المجيد.

قوله: {شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} "شهداء": جمع شهيد أو جمع شاهد، المعني: أنكم إذا شهدتم فاشهدوا بالعدل.

قوله: {بِالْقِسْطِ} أي: العدل، وقد جاء في الحديث: "المقسطون على مثابر من نور على يمين الله عزّ وجل" (٣).

قوله: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا}: {وَلَا


(١) رواه الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء، حديث رقم (١٠٥٦) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وابن ماجه، كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء للقبور، حديث رقم (١٥٧٤) عن حسان بن ثابت رضي الله عنه.
(٢) تقدم.
(٣) رواه أحمد (٢/ ١٦٠) (٦٤٩٢)، وابن حبان (١٠/ ٣٣٦) (٤٤٨٤) عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>