الفائدة الرابعة عشرة: إثبات الرسالات السابقة للرسول عليه الصلاة والسلام لقوله: {عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} والظاهر لي أن هذا يشير إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو آخر الأنبياء، لقوله {مِنَ الرُّسُلِ} يعني ليس بعده رسول وهذا هو الذي صرح الله به في كتابه في قوله: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠] , وتأمل قوله:{وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} ولم يقل: وخاتم المرسلين مع أنه قال: رسول الله؛ لأنه قد يكون نبيًا ولا يكون رسولًا، ومحمدٌ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه خاتم الأنبياء.
الفائدة الخامسة عشرة: رحمة الله تعالى بالخلق حيث أرسل الرسل؛ لئلا تقوم الحجة على الله، لقوله:{أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ}.
الفائدة السادسة عشرة: أن من لم تبلغه الرسالة فإنه معذور، وهو ظاهر لقوله:{أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ}.
الفائدة السابعة عشرة: أنه لا حجة للإنسان بالقدر على مخالفة الرسل، لقوله تعالى:{مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ} وجه الدلالة: لو كان لهم حق لم يرتفع بإرسال الرسل، وهو كذلك.
الفائدة الثامنة عشرة: أن الرسالات منحصرة في شيئين لا ثالث لهما: وهي البشارة والإنذار؛ لأن الناس ينقسمون بالنسبة للرسالات إلى قسمين: مطيع فله البشارة، وعاصي فله الإنذار.
لو قال قائل: البشارة هل تكون وسيلة لتأليف قلوب أصحاب المنكرات، كان يقال لهم: أبشروا أنتم على خير ونحو ذلك؟
الجواب: لكل مقام مقال، قد يكون من الحكمة أن لا تنفر