الفائدة الثانية: إثبات علو الله، لقوله:{أَنْزَلْنَا} والإنزال لا يكون إلا من أعلى.
الفائدة الثالثة: الثناء على القرآن، لقوله:{الْحَقِّ} لأن القرآن حق ونازل بالحق، وأيضًا القرآن كله علم قال تعالى:{مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ}[الشورى: ٥٢] أي: قبل أن ينزل عليه الوحي، وقال تعالى:{وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ}[النساء: ١١٣] فالقرآن علم وحق.
الفائدة الرابعة: المنقبة العظيمة للرسول عليه الصلاة والسلام، لقوله:{أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ}[البقرة ٩٩] وهذا يفسره قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ} [الشعراء: ١٩٣ - ١٩٤].
الفائدة الخامسة: أن القرآن مصدق لجميع الكتب، لقوله:{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} والتصديق به على وجهين: الأول: كونه شاهدًا بصدق الكتب المنزلة السابقة، ومصدقًا لما أخبرت به من نزول القرآن.
لو قال قائل: بعض البلاد تدرس في جامعاتها علم يسمى بعلم الأديان، والمتخصص فيه يكون على علم بالشريعة الإسلامية وعلى علم بغيرها من الشرائع كاليهودية والنصرانية، فإذا سئل المتخصص -في تلك البلاد التي يوجد قيها نصارى أو يهود- عن حكم من أحكام شريعة هؤلاء السائلين ونفرض أنهم يهود أو نصارى، فهل يجيبهم ويكون بذلك أفتاهم في دينهم، أم يجب أن يقول لهم: هذه الفتوى غير صحيحة؟
الجواب: سيأتينا إن شاء الله أنه إذا رفع إلينا فإننا نحكم