الفائدة السادسة والسابعة: بيان أن النصارى واليهود وسائر الكفار كلهم بعضهم أولياء بعض في مضادة المسلمين؛ لأنه إذا كان هذا بين اليهود والنصارى وبعضهم يضلل بعضًا ويقول للآخر إنه: ليس على شيء، أي: ليس على شيء من الدين، فما بالك بغيرهم.
ويتفرع على هذه الفائدة أنَّه يجب على المسلمين الحذر من أعدائهم وأن يَدَعُوا الخلافات التي بينهم، حتَّى يكونوا يدًا واحدة على أعدائهم الذين يصرحون بالإيذاء.
الفائدة الثامنة: التحذير من موالاة اليهود والنصارى، لقوله:{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وهل هذا يدل على أن توليهم من كبائر الذنوب؛ نعم؛ لأن كونهم منهم كالبراءة منهم، فهو كقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من غش فليس منا"(١).
إذًا: اتخاذ اليهود والنصارى أولياء من كبائر الذنوب، والولاية كما قلنا: المناصرة، لكن هل يدخل في ذلك أن يستعين الإنسان بهم على شيء خاص، مثل أن يكون هناك مهندس يهودي أو نصراني، ويستعين به على إحكام البناء أو إحكام الماكينة أو ما أشبه ذلك؟
الجواب: لا؛ لأني وإن استعنت به أشعر بأني أعلى منه، وأنه عندي بمنزلة الأجير، ومع ذلك فمتى أمكن أن يتخذ الإنسان عاملًا من المسلمين فهو أولى بلا شك، كقول الله تعالى:{وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}[البقرة: ٢٢١] {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ
(١) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من غشنا فليس منا"، حديث رقم (١٠١) عن أبي هريرة.