للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نرجع إلى الآية {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١)} [المعارج: ١] من قال: إن التجوز بالحرف يقول: "الباء" هنا بمعنى "عن"، ومن قال: التجوز بالفعل قال: سأل هنا ضُمنت بمعنى الجواب، أي: سأل سائل فأجيب بعذاب واقع، وهذا أصح كما تقدم.

قوله: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ} هذا سؤال علم، {مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ} "ذا" هنا بمعنى "الذي"، قال ابن مالك رحمه الله:

ومثل ماذا بعد ما استفهامِ ... .................................

أي: مثل صيغ العموم الموصولة "ذا" بعد ما استفهام، أي: بعد "ما" الاستفهامية، أي: ما الذي أحل لهم، ونائب الفاعل يعود على "ما" والمحلل هو الله جلَّ وعلا.

قوله: {قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} أي: أحل لكم الأطعمة الطيبات، قال الله تعالى في وصف النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: ١٥٧] ومعنى الآيتين -والله أعلم-: أن كل ما أحله الله فهو طيب، وكل ما حرمه فهو خبيث، وليس كل خبيث يكون حرامًا بدليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصف الثوم بأنها شجرة خبيثة ولم يحرمها (١).

قوله: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ} يعني: وأحل لكم ما صاده ما علمتم من الجوارح، والجوارح جمع جارحة وهي الكاسرة.


(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث، حديث رقم (٨١٥) عن ابن عمر، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب نهي من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أو نحوها، حديث رقم (٥٦٥) عن أبي سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>