الفائدة الرابعة: تنزيه الله سبحانه وتعالى عن البخل، ووجه ذلك: أن الله عاقبهم على هذه المقالة، ولا يعاقب تبارك وتعالى إلا على شيء محرم.
الفائدة الخامسة: الإشارة إلى بخل اليهود، لقولهم:{غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ}، وقد سبق أن هذا خبر وليس دعاء.
الفائدة السادسة: أن اليهود ابتلوا بهذين الأمرين: البخل واللعنة، فهم أبعد الناس عن رحمة الله، أو من أبعد الناس عن رحمة الله، لقوله:{وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} ولم يبين الله عَزَّ وَجَلَّ من اللاعن لإفادة العموم، أن الله يلعنهم ويلعنهم اللاعِنون أيضًا، وهذا كقوله:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} بعد قوله: {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}[الفاتحة: ٧] ولم يقل: غير الذين غضبت عليهم لإفادة العموم، وأن هؤلاء مغضوب عليهم من قبل الله ومن قبل أولياء الله.
الفائدة السابعة: إثبات الأسباب، لقوله:{بِمَا قَالُوا} يعني: إن الله سبحانه وتعالى لم يغل أيديهم ويلعنهم إلا بسبب قولهم، والأسباب نوعان: حسية وشرعية وكلاهما ثابت، من الأسباب الشرعية: أن العمل الصالح سبب لدخول الجنة، والكفر سبب لدخول النار.
من الأسباب الحسية: ما نجده في الكون كون النار محرقة، والصقيع مجمد للماء والأكل سبب للشبع، وما أشبه ذلك، هذه أسباب حسية، ولا تحصى أفرادها.
وهل الأسباب مؤثرة بنفسها؟
الجواب: لا، لكنها مؤثرة بإرادة الله عزّ وجل بما أودع فيها من القوى المؤثرة، وهذا القول هو الذي تدل عليه دلالات