شريعة الله وجوبًا، إما بالقول وإما بالفعل: إما بالكتابة وإما بالإشارة، بأي وسيلة يجب عليهم أن يبلغوا ما أنزل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام.
ومن ثَمَّ يجب أن ينتبه طالب العلم لهذا: وهو أن السنن التي هي سنن تجب على طالب العلم؛ لأن هذا من إبلاغَ الرسالة، يعني: لو أن إنسانًا طالب علم معتبرًا عند الناس قام يصلي وترك رفع اليدين مثلًا عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه وعند القيام من التشهد الأول، أو ركع ركوعًا على غير وجه مشروع لعددته آثمًا؛ لأن هذا الفعل الذي أحل بالسنة فيه سيكون حجة للناس وسيقولون: لو كان هذا مشروعًا ما تركه فلان، كذلك الأفعال التي تكون مكروهة في حق غيره قد تكون في حقه محرمة.
كما أنه يجب أيضًا على طالب العلم أن يفعل ما يعتقد الناس أنه حرام، من أجل أن يعرفوا أنه ليس بحرام، يعني بعض الناس يقول: أي حركة في الصلاة تبطل الصلاة، فنقول: إذا وجد سبب الحركة، يعني: السبب الذي يبيحها فليفعله العالم حتى يبين للناس، لكن في هذه الحالة إذا خاف أن يُقتدى به، يبين بالقول أنه فعل ذلك لحاجة وأن الحركة في الصلاة إذا كانت لحاجة فلا بأس بها وما أشبه ذلك.
الفائدة العاشرة: شدة تأكيد الله عزّ وجل على إبلاغَ شريعته؛ لأن هذه الجملة:{وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ} شديدة جدًّا مما يدل على أن الله عزّ وجل لا يرضى لعباده أن يتركوا شريعته غير مبلغة.