للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {رَبِّي وَرَبَّكُمْ} بدأ بنفسه ليعترف عليه الصلاة والسلام بأنه عبد مربوب، وليس ربًا كما يقولون.

والرب سبق كثيرًا أنه هو الخالق المالك المدبر الذي له السلطان.

قوله: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ} هذا من باب التحذير، والجملة هنا استئنافية للتحذير.

قوله: {فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} أي: منعه منها؛ لأن التحريم بمعنى المنع، ومنه: مكة حرام، المدينة حرام، ومنه حريم البئر، أي: ما قرب منها المنع الناس من تملكه، فإذًا: حَرَّمَ بمعنى منع بأن يعبد غير الله.

وقوله: {حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} أي: دخولها، والجنة هي الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائه -جعلنا الله منهم- فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لكن أين يكون إذا حرم الله عليه الجنة؟ قال: {وَمَأْوَاهُ النَّارُ} أي: التي يأوي إليها كما يأوي الإنسان إلى منزله، والنار هي الدار التى أعدها الله لأعدائه، التي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦] فقد جمعوا بين القوة والامتثال، {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} لا يعجزون عنه، كل ما أمروا به فهم قادرون عليه، ثم مع ذلك ليسوا قادرين عليه على وجه الضعف، بل هم غلاظ شداد، أجارنا الله منها.

قوله: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} أشار عليه الصلاة والسلام بقوله: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} هذا إذا كانت هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>