وأمه، هؤلاء هم الثلاثة، فسر ذلك القرآن، والقرآن يفسر بعضه بعضًا.
وأما ما قيل: إنه الابن والأب وروح القدس؛ ففيه نظر، يعني لا نفسره بالقرآن، وإن كان قد يكون منهم، أو من المتأخرين منهم من يقول: إن هؤلاء هم الثلاثة.
لكن غالبهم يقولون: إن الله عزّ وجل متعدد في الاسم فقط، ومتحد في الذات، يقولون: ثلاثة أقانيم: الأب والابن وروح القدس، وأما في الأحكام فطوائف متعددة.
قوله:{وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ} الوقف على قوله ثالث ثلاثة متعين؛ لأنه لو وصل لفهم المخاطب أن قوله:{وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ} من قول هؤلاء الكفار.
وقوله:{وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ} هذه الآية بمعنى لا إله إلا الله، لكن تختلف عنها في الإعراب، نقول:"ما" نافية، و"من" حرف جر زائد، يعني: زائدًا إعرابًا مفيدًا معنى، "إله" مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، و"إلا" أداة حصر، و"إله" خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، و"واحد" صفة.
أبطل الله هذا القول، أي: قولهم: إن الله ثالث ثلاثة بقوله: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ} وهذا خبر من أصدق المخبرين، خبر مؤكد بحرف الجر الزائد وبالحصر، وطريق الحصر النفي والإثبات، وهذا الحصر مؤكد بـ "من" الزائدة، وكل الحروف الزائدة مؤكدة.