التتابع، فقرأ رضي الله عنه:"فصيام ثلاثة أيام متتابعات"، وعلى هذا فتكون قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مقيدة لهذا الإطلاق.
قوله:{ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ} ذلك المشار إليه هذه الأربعة: وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة أو صيام ثلاثة أيام على حسب ما جاء في الآية من ترتيب وتخيير.
قوله:{كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} يعني: إذا حلفتم وحنثتم، أما إذا لم تحنثوا فإنه لا شيء عليكم، فإذا حلف الإنسان أن لا يفعل شيئًا ولم يفعل فلا شيء عليه، أو أن يفعل شيئًا ففعله فلا شيء عليه.
قوله:{وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} احفظوا أيمانكم لها ثلاثة معان:
المعنى الأول: احفظوها من الحنث، أي: حافظوا على أن لا تحنثوا.
المعنى الثاني: أي: لا تكثروا الحلف، فلا تجعلوها رخيصة، كل شيء تحلفوا عليه، فلا تحلفوا على شيء إلا إذا دعت الحاجة أو الضرورة لذلك.
المعنى الثالث: احفظوها بأن لا تَدَعُوا الكفارة، وهذه المعاني الثلاثة صحيحة ولا يناقض بعضها بعضًا وتكون الآية شاملة لها.
قوله:{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ} كذلك أي: مثل ذلك البيان، وعليه فتكون الكاف مفعولًا مطلقًا؛ لأنه أضيف إلى المصدر، أي: مثل ذلك البيان يبين الله لكم آياته، والمراد بالآيات هنا الآيات الشرعية؛ لأن السياق يدل عليه، ولا شك