للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {إِنَّمَا الْخَمْرُ} الخمر قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: "إنه المسكر" (١) كل ما أسكر فهو خمر، ولا نقول: كل ما أذهب العقل فهو خمر، أو كل ما أذهب الإحساس فهو خمر، بل نقول: الخمر ما غطى العقل على وجه اللذة والطرب؛ لأن الذين يشربون الخمر يجدون راحة ونشوة وطربًا، فالخمر له أصل في المعاني الحسية، ومنه الخمار تغطي به المرأة رأسها.

وعلى هذا فالبنج ليس بخمر، وإن كان يفقد الإحساس لكنه لا يجد الإنسان فيه النشوة والطرب، ومع ذلك لا يستعمل البنج إلا للحاجة والضرورة.

وقوله: {وَالْمَيْسِرُ} الميسر هو أخذ المال على وجه المغالبة، ويسمى قمارًا، وسمي ميسرًا: لتيسر الحصول عليه، مثاله: المراهنة والقمار مثل أن يقول: سنعمل عملًا سويًا ونجعل العوض مثلًا: عشرة آلاف ريال. فمن غلب أخذ العشرة، ومن غُلب أُخذت منه العشرة، إذًا: المسألة الآن غرر وجهالة، فيسمى هذا ميسرًا لما فيه من المغامرة والغرر والمخاطرة، ولهذا قد يربحٍ الواحد في المجلس الواحد مئات الآلاف، وقد كان هذا معروفًا عند العرب، وكذلك في أول الإسلام، ولكنه والحمد لله حُرِّمَ.

وقوله: {وَالْأَنْصَابُ} الأنصاب: هي ما ينصب ليعبد من دون الله.

وقوله: {وَالْأَزْلَامُ} الأزلام: هي ما يستقسم به، أي: يطلب به الإنسان ما قسم له، وقد كانوا يستعملون هذا في الجاهلية


(١) رواه مسلم، كتاب الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر .. ، حديث رقم (٢٠٠٣) عن ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>