للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدة التاسعة: التحذير البالغ من هذه الأعمال الأربعة، لقوله: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَان} فإن هذا يقتضي التنفير التام؛ بوصفها رجسًا ثم بوصف هذا الرجس من عمل الشيطان.

الفائدة العاشرة: وجوب اجتناب الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، لقوله: {فَاجْتَنِبُوهُ}.

الفائدة الحادية عشرة: أن اجتناب هذه الأشياء الأربعة سببٌ للفلاح، وكل إنسان منا يريد الفلاح؛ فليأتِ أسبابه، وجه ذلك قوله: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

الفائدة الثانية عشرة: إثبات تعليل الأحكام الشرعية، يعني: أن الأحكام الشرعية لها غايات حميدة وهي الحكمة لقوله: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ولقوله أيضًا: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ}.

الفائدة الثالثة عشرة: أن طريقة القرآن الكريم في بيان العلل، تارة يتقدم بيان العلة وتارة يتأخر، يعني: إذا ذكر الله حكمًا وذكر له علة، فتارةً يذكر العلة قبلُ ثم يبني عليها الحكم، وتارة يذكر الحكم ثم يأتي بالعلة، حسب ما تقتضيه الحال وقرائن السياق، فهنا ذكر العلة قبل الحكم، ما هي العلة؟ العلة: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} وفي قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: ٢٢٢]، هل قدم العلة أو الحكم؟ قدم العلة، فقال: {قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ}، وفائدة تقديم العلة: هو أن الحكم يأتي إلى النفس وقد اطمأنت إلى الحكم وترقبت إلى الحكم؛ لأن من المعلوم أن العاقل إذا ذكرت له العلة فسوف يعمل بمقتضى هذه العلة، فقوله تعالى: {قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا} بمجرد ما يسمع الانسان {قُلْ هُوَ أَذًى}

<<  <  ج: ص:  >  >>