الفائدة السادسة: أن من اعتدى بعد أن تبين له الحكم فله عذاب أليم، أي: مؤلم.
الفائدة السابعة: أن من كان جاهلًا فإنه لا إثم عليه إذا فعل المعصية، لقوله:{بَعْدَ ذَلِكَ}.
الفائدة الثامنة: إثبات علم الله تبارك وتعالى؛ لقوله:{لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}، والله تبارك وتعالى علمه محيط بكل شيء.
فإن قال قائل: هذه الآية سياقها يدل على تجدد العلم لله عزّ وجل؛ لأنه قال:{لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ} ثم قال: {لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}، وهو جلَّ وعلا عالم بذلك قبل أن يخلق هذا وقبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهذا إشكال واقع يشكل على كثير من الناس فالله عزّ وجل يقول:{لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}، أليس الله قد علم؟
الجواب: بلى، قد علم. والجواب عن ذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن علم الله بالشيء قبل وقوعه علم بأنه سيقع، وعلمه بعد وقوعه علم بأنه واقع، وفرق بين كون الشيء معلومًا قبل أن يقع ومعلومًا بعد أن يقع.
فإن قال قائل: هذا مُسَلَّمٌ في علم الإنسان، فإن الإنسان إذا علم بأن الشيء سيقع غدًا فهذا علم، لكن إذا وقع صار علمه الثاني أقوى من علمه الأول؛ لأن علمه الأول علم يقين، وعلمه الثاني عين يقين، ومعلومٌ أن الإنسان يتجدد علمه ويقوى علمه تارة ويضعف تارة لكن علم الله واحد؟