كتابه قد سمى به نفسه، فلا يستقيم المعنى في الآية إلا بجعل {أَوْ} بمعنى الواو، لأننا إذا لم نقل: إن {أَوْ} بمعنى الواو صارت قسيمة للسفر والمرض يعني هذا أو هذا، والآية ليس هذا معناها، بل المعنى إذا حصل سفر أو مرض وحصل حدث وجاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء.
قوله:{أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ} أيُّ أحد ذكر أو أنثى، صغير أو كبير ممن يقوم للصلاة.
وقوله:{مِنَ الْغَائِطِ} الغائط هو المكان المطمئن من الأرض، وكانوا -أي: العرب- ينتابون هذا المكان -أي: الهابط من الأرض- ينتابونه لقضاء الحاجة، ليستتروا به عن الناس، فليس في البيوت كنف ولا حمامات ولا مراحيض، فإذا أراد الإنسان أن يقضي حاجته يخرج إلى المكان الهابط يقضي حاجته فيه ليستتر بذلك عن الناس، وعلى هذا يكون الغائط هنا شاملًا لمن قضى حاجته من البول أو من العذرة، ولا يختص هذا بمن قضى حاجته من العذرة، ما دمنا فسرنا الغائط بأنه المكان المنخفض من الأرض.
قوله:{أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} وفي قراءة {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} لامستم فعل مبني للمفاعلة، بحيث يكون الفعل واقعًا من الطرفين الرجل والمرأة، ولا يصدق هذا إلا بالجماع، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله هل المراد بالملامسة هنا الجس باليد، أو المراد الجماع؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: المراد به الجماع وليس الجس باليد.
فإن قال قائل: عندنا قراءة صحيحة سبعية {أَوْ لَامَسْتُمُ}